ني هاني : أعراض سرطان المعدة غير محددة والتشخيص المبكر فرصة لا تعوض
قال عميد كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا استشاري جراحة الأورام والجهاز الهضمي في مستشفى الملك المؤسس عبد الله الجامعي الدكتور كمال الدين بني هاني ان السرطان هوخلل يحدث في الخلية فتنمووتتكاثر بشكل غير طبيعي وبشكل غير مسيطر عليه ، ومن ثم تنتشر خارج حدودها إلى باقي أنحاء الجسم.
وخلال محاضرة ألقاها في قاعة غرفة تجارة اربد بدعوة من اتحاد الجمعيات الخيرية في المحافظة واتحاد المرأة الأردنية وجمعية الأسرة البيضاء خلال فعاليات اليوم الطبي التوعوي حول أورام السرطان وأنوعه الذي رعاه رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور وجيه عويس ، بين بني هاني أن الطبيب أبقراط استخدم كلمة سرطان منذ (400) عام ق.م على هذا النوع من الأمراض ، حيث شبه الورم الخبيث في الثدي والأوعية الدموية المنتشرة من حوله بالسرطان البحري.
وأضاف أن الديناصورات التي كانت تعيش قبل 70 مليون عام تبين بعد فحص عظامها انها كانت تصاب بهذا الداء. وقال ان سرطان المعدة يمكن أن يبدأ في أي جزء منها ثم يمكن أن ينتشر في جميع أنحائها وغيرها من الأعضاء المجاورة وخاصة في المريء والرئتين والكبد ، كما يمكن أن ينتشر إلى مناطق بعيدة عن المعدة.
وبين بني هاني حقائق عن سرطان المعدة قائلا انه رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا في جميع أنحاء العالم (بعد سرطان الرئة ، الثدي ، والقولون). وأضاف انه يصيب 934,000 إنسان سنويا في جميع أنحاء العالم ، وهوثاني أهم سبب للوفاة بالسرطان في العالم بعد سرطان الرئة ، ويسبب حوالي 803,000 حالة وفاة سنويا في جميع أنحاء العالم ، وهوأكثر شيوعا بين الرجال والأكثر شيوعا في البلدان النامية وبلدان شرق آسيا وأمريكا الجنوبية.
وأوضح أن للنظام الغذائي دورا كبيرا في انتشار المرض أوالحد منه ، مؤكدا أهمية الإكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة والابتعاد قدر الإمكان عن اللحوم الحمراء والوجبات السريعة.
واستعرض مستشار جراحة الأورام أعراض سرطان المعدة المبكر وهي أعراض باهتة وغير محددة وقد تشبه أعراض قرحة المعدة الحميدة. ويمكن للأعراض ألا تظهر حتى يكبر الورم ويؤثر على حركة المعدة أويسبب انسدادا في المعدة أويؤدي إلى نزيف من الورم المتقرح.
وحول علامات وأعراض سرطان المعدة أوضح بني هاني أنها تتمثل بعلامات منها عسر الهضم ، فقدان الشهية ، الشعور بالغثيان في معظم الأوقات والقيء في بعض الأحيان ، فقدان الوزن بدون سبب واضح ، الشعور بالتعب والإرهاق في معظم الوقت ، ألم في البطن أوإزعاج في الجزء العلوي من البطن ، الشبع المبكر ، صعوبة في البلع ، انتفاخ في أعلى البطن بعد وجبات الطعام ، القيء الدموي أووجود دم مهضوم في البراز الذي سوف يظهر كبراز اسود ، ويمكن أن يؤدي إلى فقر الدم. وبين أن التشخيص المبكر يمنح المريض فرصة لا تعوض في معالجة هذا الداء ، مستعرضا آلية تشخيصه بعدة طرق مثل فحوصات قوة الدم ووظائف الكبد وفحص البراز ، مؤكدا أن الكشف المبكر للسرطان يسهم إسهاما كبيرا في الحد من انتشاره .
وأوضح بني هاني أن ما بين 80( – 90%) من الأفراد المصابين بسرطان المعدة في الأردن لا يراجعون الأطباء المختصين إلا في حالات يكون المرض قد وصل فيها مراحله النهائية مما يفقدهم فرصة النجاة منه ، لافتا إلى أن (65%) من المرضى يبقون أحياء لمدة (6) شهور في تلك الحالات واقل من (15%) من الحالات التي يتم التشخيص فيها في مراحل متقدمة في حين أن هذه النسبة ترتفع إلى أكثر من (5) سنوات في حالة الاكتشاف المبكر لهذا الداء وتصل إلى سنوات أكثر في حال اكتشف المرض في مراحله الأولى.
وحول واقع سرطان المعدة في اربد قال ان هناك حوالي 10,1 شهور تأخير ما بين ظهور الأعراض ومراجعة الطبيب المختص لأول مرة مما يقلل من فرص المريض في الشفاء.
وحول نسب الإصابة في اربد بشكل خاص والأردن بشكل عام بين أن نسبة الإصابة بين الرجال والنساء هي 1,8:1 ، معدل العمر عند الإصابة هو61,2 سنة ، 8,5%من المرضى عمرهم اقل من 40 سنة وان نسبة حدوث سرطان المعدة في اربد هي 5,8 حالة لكل 100,000 من السكان (وهي نفس النسبة لعموم الأردن) ، ونسبة الإصابة تزداد مع تقدم العمر. فمثلا النسبة للذكور هي 1,48 في الفئة العمرية من 30 – 39 سنة وتزداد إلى 72,4 في الفئة العمرية من 70 – 79 سنة. وحول عوامل الخطورة لسرطان المعدة قال ان هناك الجنس وهوأكثر شيوعا في الرجال منه من الإناث ، وتشكل الفئة العمرية ما فوق (40) عاما نسبة (90%) من الحالات ، والطبقات الاجتماعية الاكثر فقرا تكون اكثر عرضة للاصابة بسرطان المعدة الجرثومية الحلزونية: 3 – 6 اضعاف نسبة الإصابة بسرطان المعدة ، وتكون مسؤولة عن 70 – %80 من سرطانات المعدة.
وحول علاج سرطان المعدة اوضح ان العلاج يتم بشكل يناسب كل حالة ويعتمد على حجم وموقع الورم ومرحلة المرض والصحة العامة للمريض.
ويتم العلاج من خلال الجراحة ، العلاج الكيميائي ، العلاج الإشعاعي ، مبينا ان الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعا ، وهي الأمل الوحيد لعلاج سرطان المعدة حيث يزال كل أوجزء كبير من المعدة ، وكذلك تزال العقد اللمفاوية المحيطة بالمعدة ، ويتوقف ذلك على مدى انتشار وموقع الورم. وقد يكون العلاج هواجراء عملية جذرية اوعملية تلطيفية.
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها حشد كبير من نساء مدينة اربد وأعضاء في الجمعيات والاتحادات النسائية أجاب بني هاني على أسئلة الحضور وأوصى بتبني نمط حياة نشط من الناحية البدنية والمحافظة على الوزن المثالي وتناول المأكولات الصحية والامتناع عن تعاطي الكحول والتدخين بالإضافة إلى مراجعة الطبيب دوريا لإجراء المسح حسب عوامل الخطورة.
المصدر: http://youmteby.com